• بروكسيل الأدبية جريدة إلكترونية شاملة مستقلة
    Website counter 

     

    المعلم الثاني (الفارابي)

     

     

    فؤاد اليزيد السني
    مقالات الكاتب

     

     

     

     

     

     

     

    المعلم الثاني (الفارابي)

      الرئيسية 
      أنشر هنا 
      دنيا الأدب والفن 
      مسرح  
     دنيا الترجمة والإبداع 
     اجتماعيات وعلوم 
    معرض  من نحن 
      اتصل بنا 

     

                                                         المعلم الثاني "الفارابي"


    المعلم الثاني (الفارابي)

        أبو نصر الفارابي

     

    مقدمة تمهيدية

         من جديد، نقدم للقارئ الكريم هذه الدراسة المبسطة عن الفيلسوف الفارابي، بعد تلك التي قدمناها له عن الفيلسوف الكندي في دراسة سابقة. ولقد اعتمدنا فيها بالدرجة الأولى على موسوعة الحضارة العربية ومصادر أجنبية أخرى، كما على أعمال الدكتور عبد الرحمن بدوي، وبشكل مركز، على أبحاث الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري. ونذكر بأننا بهذا العمل المتواضع، لم نعمد إلى عرض مخصص أو معمق لأعمال الفارابي، بل حاولنا ما أمكننا ذلك، وهذه كانت غايتنا، تقريبه إلى القارئ العربي غير المتخصص بشكل مبسط، كيما يتيسر له اتخاذ ولو صورة مبدئية عن الفيلسوف وعن عصره وطبيعة فلسفته. ومن ثم التوجه إلى دراسته بشكل معمق إن شاء، عبر المصادر والمراجع التي وفرناها له وقيدناها، في خاتمة هذه الدراسة. وهدفنا من وراء هذا العمل، إنشاء دراسات مسهلة تقرب إلى ذهن العامة غير المتخصصة، هذا النوع من الدراسات الفلسفية، التي كثيرا ما تنفر منها، القارئ غير المتخصص، بلغتها المعقدة. وباختصار إضافة لبنة جديدة إلى مكتبنا العربية، من أجل إعادة بناء مستقبل حضاري زاهر، لعله قد يأتي ولأول مرة، منذ قرون لا تحصى، مع أزاهير وزنابير هذا الربيع العربي، العاصفة بنا رياح موسمه الثوري.    

     

    المعلم الثاني (259 هج / 872 م – 339 هج / 950 م)   

         ولد أبو نصر الفارابي، الذي ينحدر من أصل تركي، بمدينة وسيج، إحدى مدن "فاراب" سنة 259 هج / 872 م. ولقد غلب عليه في مراجعنا التاريخية، لقب "المعلم الثاني"، في مقابل الفيلسوف الإغريقي "أرسطوطاليس" الذي فاز بلقب السبق "كمعلم أوّل" في ميدان الفلسفة.

         وفي سن النضج، ارتحل الفارابي لتتمة دراسته، إلى "حرّان" الواقعة حاليا جنوب تركيا. ولقد كانت "حرّان" قد اشتهرت في هذه الأثناء، باستقبالها لمدرسة "الإسكندرية"، التي انتقلت إليها من "أنطاكيا"، التي كانت تحتظنها لما يزيد عن مائة وخمسين سنة. فأصبحت بهذا التحول، الوريثة المباشرة للتراث الفلسفي اليوناني. ومما تمدنا به المصادر التاريخية عن الفارابي، أنه قد قدم إلى "حرّان" في عهد الخليفة المتوكل (332 – 347 هج / 847 – 861 م). حيث تلقى أول تكوينه الفلسفي على يد "يوحنا بن حيلان" المنطقي. ثم تفيدنا المصادر، بأنه انتقل من بعدئذ، إلى بغداد في خلافة المعتضد (379- 389 هج / 892 – 903 م). حيث انضم إلى حلقة المترجم الشهير أبي بشر بن متى بن يونس، الذي كان يعتبر بحق، من أكبر الخبراء بأعمال أرسطو الفلسفية. ومن جديد، حمل عصا الترحال، قاصدا سيف الدولة الحمداني بحلب سنة (330 هج – 942 م). وظل متنقلا لمدة طويلة، بين حلب ودمشق ولربما مصر حسب بعض المصادر، إلى أن حول دفته خارجا في اتجاه "عسقلان" الواقعة بالساحل الجنوبي لفلسطين. وكانت رحلته الأخيرة، حيث هاجمت موكبه عصابة من اللصوص، وبعد اقتتال بين الطرفين، قتل فيلسوفنا سنة (339 هج – 950 م)، ونقل جثمانه إلى دمشق حيث دفن بظاهرها، خارج "الباب الصغير".

          ونسوق إحدى الشواهد الهامة بخصوص شخصيته، إذ يقول ابن خلكان في حقه:" كان مكبا على التحصيل، زاهدا في أمور الدنيا، لا يحفل بأمر مكسب أو مسكن ... وكان مؤثرا للوحدة لا يجالس الناس. وكان مدة مقامه بدمشق لا يكون إلا عند مجمع ماء أو مشتبك رياض، ويؤلف هناك كتبه، ويتناوبه المشغولون عليه".

    مؤلفات الفارابي

         وللفارابي مؤلفات عديدة ومتنوعة ألفها على شاكلة رسائل وكتب وشروح، نسوق بعضا منها على سبيل المثال:

    في المنطق:

    -        شروح على منطق أرسطو

    -        شروح على سائر رسائل أرسطو

    في الفلسفة والعلوم وعلم النفس والشعر والموسيقى:

    -        دفاع عن ارسطو

    -        مداخل إلى فلسفة أرسطو

    -        عن افلاطون

    -        عن بطليموس وأقليدس

    -        مداخل إلى الفلسفة بعامة

    -        تصنيف العلوم

    -        رسالة في فضيلة العلوم والصناعات

    -        رسالة في الحروف

    -        ما بعد الطبيعة

    -        الأخلاق والسياسة

    -        مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة

    -        السياسات المدنية

    -        علم النفس ومتنوعات

    -        رسالة في معاني العقل

    -        الموسيقى وفن الشعر

    -        رسالة في قوانين صناعة الشعر

    ونكتفي بهذا القدر منبهين بأن بعض مخطوطات هذه الرسائل، ما تزال متواجدة ومتوفرة في مصادر عبرية أو أجنبية.

    تكوينه الفلسفي ومذهبه

         يعد الفارابي الذي أتى بعد الفيلسوف الكندي مباشرة، من بين أوسع الفلاسفة المسلمين اضطلاعا على الفلسفة اليونانية. ويعتبر كذلك من بين معربي وشراح ومفسري أرسطو الأوائل. ومما اشتهر به الفارابي محاولته الجمع بين رأي الحكيمين: أفلاطون وأرسطوطاليس، بالإضافة إلى مدينته الفاضلة.

         لقد اعتمد الفارابي في كتاباته الفلسفية، على كل من أفلاطون وأرسطو في محاولة للتوفيق بينهما. ويقول بهذا الخصوص من مطلع كتابه "الجمع بين رأيي الحكيمين:" رأيت أكثر أهل زماننا تخاصموا وتنازعوا في حدوث العالم وقدمه، وادعوا أن بين الحكيمين القديمين المبرزين [ أفلاطون الإلهي وأرسطوطليس] اختلافا في إبراز المبدع الأول، وفي وجود الأسباب منه، وفي أمر النفس والعقل، وفي المجازاة على الأفعال خيرها وشرها، كثير من الأمور المدنية والخلقية والمنطقية، وأردت في مقالتي هذه أن أشرع في الجمع بين رأييهما والإبانة عما يدل عليه فحوى قوليهما ليظهر الإتفقاق بين ما كانا يعتقدانه، ويزول الشك والإرتياب عن قلوب الناظرين في كتبهما". وهو يصدر في كل هذا، عن رؤيته التي بنى عليها مشروعه الفلسفي، المتمثل في التوفيق والمصالحة بين الدين والفلسفة، معتبرا ما في الدين، هو مجرد مثالات لما هو في الفلسفة. ويرى الدكتور عبد الرحمن بدوي من مقالته عن الفارابي الواردة في "موسوعة الحضارة العربية الإسلامية"، بأن هذا الأخير، في نظريته لإثبات الوجود الإلهي "صفات واجب الوجود"، قد اعتمد على مبادئ "أفلوطين الثلاثة التي تتلخص في: الواحد والعقل الكلي والنفس الكلية"، وأضاف إليها عقولا أخرى مستقاة من أفلاطون وأرسطو حتى أصبحت عشرة. ومن هنا يكون الفارابي بإحداثه لهذا النظام الجديد، بالفعل صاحب نظرية خاصة به ومن تصوره الفلسفي الشخصي. ولهذا السبب بالذات يصفه الدكتورعابد الجابري من ناحيته، بفيلسوف العقل في مقابل فيلسوف النفس، الذي يقصد به "ابن سينا". ويفسر لنا الفيلسوف  محمد عابد الجابري نظرية الفيض الفارابية:" تربط المنظومة الفارابية بين الطبيعة و"ما بعد الطبيعة" ربطا منطقيا لا يخلو من جمال وإحكام لتؤكد على وحدة الكون وترابط اجزاءه وجمال بنائه: وهذا انطلاقا من الموجودات الحادثة والممكنة الوجود يطرح الفارابي الموجود الواجب الوجود كسبب أول، متى وجد له الوجود" لزم ضرورة أن يوجد عنه سائر الموجودات... فالعقل الأول يعقل ذاته ويعقل مبدأه (= الله واجب الوجود) فتحدث فيه كثرة بهذا الإعتبار، ومن هذه الكثرة "الإعتبارية" الراجعة إلى تعدد معقولاته تحدث الكثرة على الصعيد الأنطولوجي. فبما يعقل ذاته تفيض عنه كرة سماوية أو"فلك" جرما ونفسا، هكذا مرة واحدة ودونما تمييز بينهما سوى أن النفس هي مبدأ حركة جرم الفلك. وبما يعقل مبدأ فيضه يفيض عنه عقل ثان. وهذا العقل الثاني يعقل ذاته فتفيض عنه كرة سماوية أخرى جرما ونفسا، ويعقل مبدأه فيفيض عنه عقل ثالث، وهكذا دواليك، تستمر هذه العملية الفيضية عبر هذا التسلسل النازل، لغاية العقل العاشر. وعند هذا العقل العاشر تنتهي "صدور الأشياء المفارقة، التي هي في جوهرها عقول ومعقولات ... والأجسام الفلكية التي بطبيعتها "تتحرك دورا" تنتهي هي الأخرى عند فلك القمر، الفاصل لما بين العالمين السماوي الإلهي والأرضي الدنيوي ... وعن العقل العاشر تصدر النفوس الأرضية والهيولي المشتركة لجميع الأجسام ، والتي بسبب حركة الأفلك تتحول إلى العناصر الأربعة "الماء والهواء والنار والتراب" التي تتكون منها الجسام الأرضية ... وهكذا حين يتكون جسم ما على هذا النحو يفيض عليه العقل العاشر الصورة التي تناسبه، ولهذا يسمى هذا العقل بواهب والصور وبالعقل الفعال ... ومن هنا يتخذ الجسم شكلا زائدا على جسميته فيصبح كائنا من الكائنات (جماد، نبات، حيوان أو إنسان)". وخلاصة القول:" جميع الكائنات الأرضية تتألف إذن من مادة وصورة. والإنسان واحد منها، مادته جسده وصورته نفسه: النفس فاضت عن العقل الفعال واهب الصور عندما صارت مادة الجسد في الرحم مستعدة لتقبلها. والنفس البشرية مجموعة من القوى: القوة المنمية (غاذية ومربية ومولدة) ويشترك فيها النبات والحيوان والإنسان. والقوى النزوعية وهي (شهوانية وغضبية) ويشترك فيها الحيوان والإنسان. والقوى المدركة وهي (القوى الحاسة والمتخيلة) وهي للحيوان والإنسان و(القوة الناطقة) وهي للإنسان فقط. والنفس بالرغم من تعددها فهي واحدة لا تتجزأ بتجزؤ وظائفها، وقوى النفس من جانبها كلها مرتبطة بالجسد غير منفصلة عنه، وهي بهذا وحدة تتوقف في وجودها على وحدة الجسد". والفارابي بالرغم من هذا الطرح المثالي الشيق، فلقد خلط حسب ما انتبه إليه الفيلسوف الجابري:"بنظام بطليموس الفلكي، ليحول "المنطق" إلى أنطولوجيا وليمزج بين الطبيعة وما "وراء الطبيعة" بشكل يجعل الواحد منهما يفسر الآخر". ولقد وقع له أيضا أن وقع في هذا الخلط حين تعرضه لكل من الفلسفة الإلهية والطبيعة والسياسة. أنظر بهذا الخصوص كتابه "إحصاء العلوم" الذي قسمه إلى ثلاثة اجزاء:

    -        مسألة الوجود

    -        مسألة المنطق والرياضيات

    -        مسألة الموجودات وجواهرها

    وخلاصة القول، أن الفارابي بالرغم من هذه المحاولة الجبارة، قد وقع في خلط لا يغفر له، خصوصا في تقسيماته الثلاث التي ذكرناها أعلاه. كأن خلط بين الجزأين الأول والثالث بخصوص مسألة الوجود والموجودات. كما دمج في الجزء الثاني، العلم الإلهي في العلم الطبيعي. ومما يؤخذ عليه أيضا في هذا الميدان، خلطه لفلسفة أرسطو بفلسفة أفلوطين الفيضية. فلقد نسب إلى أرسطو كتاب "أتولوجيا" الذي هو في الواقع تلخيص لكتاب "التساعات" لأفلوطين. يكون بهذا الخلط العجيب، حسب الفيلسوف محمد عابد الجابري، قد توج الفلسفة الأرسطية المادية بالأفلاطونية المحدثة. وتبنيه بالمناسبة لفيضيات أفلوطين ذات الجذور الإشراقية الغنوصية، من أجل المصلاحة بين الدين والفلسفة، التي كان يسعى إليها. وهكذا ستأتي مدينة الفارابي الفاضلة "آراء أهل المدينة الفاضلة"، كخاتمة لحلمه الفلسفي التوفيقي. وبهذا الخصوص يقول الفيلسوف محمد عابد الجابري:" لقد كانت هناك معطيات واقعية خاصة، هي التي وجهت الفارابي نحو أرسطو لتشييد مدينة فاضلة ليحقق فيها على صعيد الخيال، ما صعب تحقيقه على أرض الواقع". ويضيف قائلا في مقطع آخر من كتابه "نحن والتراث":" إن الفارابي كان يسعى إلى بناء نوع جديد من العلاقة بين الملة والفلسفة، وإنشاء تصور عام منسق للكون يربط العالم الإلهي والعالم الطبيعي والعالم الإجتماعي". نختم بهذه الفقرة الهامة للفيلسوف الجابري، حيث يقول من الكتاب نفسه:" فلنقرر إذن منذ البداية أن الفارابي كان – في تحليله للمدن المضادة للمدينة الفاضلة – ينتقد المجتمع الذي كان يعيش فيه، المجتمع الذي تزاحمت فيه بقايا حضارات مختلفة، وتيارات دينية وفكرية وسياسية متباينة متناقضة، مجتمع تعددت فيه الروابط الإجتماعية على الصورة التي حللها الفارابي في القصول الأخيرة من "آراء أهل المدينة الفاضلة"، وفي ثنايا "كتاب السياسة المدنية". وحول فلسفته باختصار:" إن الفلاسفة في الإسلام (والمقصود الفارابي بالذات) قد أدركوا فعلا أن ما في الدين هو مثالات لما في الفلسفة، ولذلك كفوا عن معاندة الدين كدين، ولكن أهل الدين لم يدركوا بعد هذا الأمر، ولذلك فهم يعاندون أهل الفلسفة، ويحولون دونهم ودون الرئاسة والتصدر في المور النظرية والعملية، أمور العقيدة والشريعة، والسياسة المدنية".

    خلاصة

         خلاصة القول، إننا لا نبغض الفيلسوف الفارابي حقه في إغناء التجربة الفلسفية داخل الحضارة الإسلامية. فله الفضل في تعريب ووضع قاموس مصطلحات فلسفية بالكامل، الذي يمكننا اعتباره جديدا وحديثا بالنسبة للفلسفة الإسلامية، كما له الفضل أيضا في شرح منطق أرسطو وإن لم يتبناه في مشروعه الفلسفي. وهو يفضل فيلسوف العقل إذا ما قورن بتلميذه ابن سينا الذي سيأتي من بعده. ونضيف هذه الشهادة التاريخية الهامة بحقه، التي خلفها لنا صاعد الأندلسي عنه فيما يتعلق بميدان المنطق:" لقد بذّ الفارابي جميع أهل الإسلام فيها وأتى عليهم في التحقق بها فشرح غامضها وكشف سرها وقرب تناولها وجميع ما يحتاج إليه منها في كتب صحيحة العبارة لطيفة الإشارة منبهة على ما أغفله الكندي وغيره من صناعة التحليل وأنحاء التعليم وأوضح القول فيها عن مواد المنطق الخمس وأفاد وجوه الإنتفاع بها وعرف طرق استعمالها وكيف تصرف صورة القياس في كل مادة منها فجاءت في ذلك الغاية الكافية والنهاية الفاضلة". وله الفضل أيضا في شرح منطق أرسطو وإن لم يطبق استخدامه العملي في مشروعه الفلسفي. وهو بعد كل هذا، منظورا إليه داخل واقعه التاريخي الذي ينتمي إليه، بالإمكان اعتباره كمتمم للمشروع الفلسفي الإسلامي الذي ابتدأ مع الفيلسوف الكندي. ومنظورا إليه من واقعنا الحضاري الحالي، فإننا نصنفه داخل المدرسة الفلسفية اللاهوتية، التي كان من اهتماماتها الأساسية، إيجاد حلول وسطى للتوفيق بين الدين والفلسفة.


                بقلم فؤاد اليزيد السني 19-04-2012 – بروكسيل / بلجيكا

     

        المصادر والمراجع                                   

    -         نحن والتراث، محمد عابد الجابري، دار النشر، المركز الثقافي العربي،  ، ط الخامسة، الدار البيضاء-المغرب 1986

    -         كتاب الملة ونصوص أخرى، تحقيق محسن مهدي، دار الشرق بيروت 1969.

    -         كتاب الحروف، تحقيق محسن مهدي، دار الشرق، بيروت 1969

    -         آراء أهل الدينة الفاضلة، تحقيق ألبير نادر، دار المطبعة الكاثوليكية، بيروت 1969

    -         جميل صليبيا، من أفلاطون إلى ابن سينا، مطبوعات المكتبة الكبرى للتأليف والنشر، دمشق 1951

    -         عبد الرحمن بدوي، أرسطو عند العرب،

    -         موسوعة الحضارة العربية الإسلامية، مجلد 1 الفلسفة والفلاسفة في الحضارة العربية

    -         عبد الرحمن بدوي، المؤسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1987

    -           

     

    Écrits relatifs à la musique

    • Le livre de la classification des rythmes (Kitab ihsa al-ika at)
    • Le livre de la classification des sciences, ou Recensement des sciences (Ihsa al-ulum)
    • Le livre des rythmes (Kitab fi ika at)
    • Le grand livre de la musique (Kitab al musiki al-kabir)
    • Extraits (abrégé) du livre de l’introduction la musique (Min kitab madkhal fi’l-musiki)
    • ARABE 31 (anonyme): Un problème évoqué par al-Farabi dans le discours I de la première section de musique (attribué parfois par erreur à al-Farabi)

    Traduction latine du texte hébreu

    • Ms. Latin 6691 A, Bibliothèque de France, f. 92b-94a

    Éditions

    • AL-GATTAS ABD AL-MALIK, Kitab al-musiqi al-Kabir. Le Caire 1967
    • AL-SHABIBI, Kitab al musiki al-kabir Dans «Al-Irfan» (4) 1921, p. 11-20, 130-142, 241-275
    • ÉRLANGER RODOLPHE D’, La musique arabe [6 v.]. Paris, librairie orientaliste Paul Geuthner 1930, (I); 1935 (II) [trad. française du Grand Livre)
    • FARMER HENRY GEORG (1882-1965), Al-Farabi Arabic-Latin Writings on music in the Ihsa al-ulum. Glasgow 1934 [passages musicaux]
    • GONZALEZ PALENCIA, Madrid 1932; 1953
    • LAND JAN PETER NICOLAAS (1834-1897), Recherches sur l’histoire de la gamme arabe. Dans «Actes du 6e congrès international des orientalistes», Leiden 1895 [extraits du grand livre de la musique]
    • NEUBAUER, Die Theorie von Iqa. Dans «Oriens» (21/22) 1968/1969, p. 196-234 [trad. du Kitab al Iqa at]
    • SHILOAH AMNON. DANS «Yuval» (2) 1971, p. 115-127 [trad. de Kalonymos]
    • -, Ma’amar Be-Mispar Hahokmôt. Dans «Yuval» (II) 1971, p. 115-127 [avec trad.]
    • -, Meqôrôta (y) w. Sel Sem Tôv. Dans «Fourth Congress of Jewish Studies, papers» Jerusalem 1968 [texte en hébreu, résumé en anglais]

    Autres écrits

    • Synthèse des opinions des deux sages (Platon et Aristote)
    • De l’intellect (analyse néoplatonicienne de la conception d’Aristote)
    • Sur la métaphysique d’Aristote
    • De l’Un et de l’unité
    • Des opinions des habitants de la Cité vertueuse
    • La Politique; De l’obtention du bonheur

    OEuvres d’al-Farabi

    (Les ouvrages sont classés dans l’ordre alphabétique arabe [LR])

    Ajwibat masa’il su’ila ‘anha [Réponses aux questions], F. Dieterici (dir. pub.), Leyde, Neudruck der Ausgabe,

    1890.

    Ihsa’ al-’ulum [Énumération des sciences], ‘Uthman Amin (dir. pub.), Le Caire, Librairie anglo-égyptienne,

    1939.

    Al-Alfaz al-musta’mala fil-mantiq [Termes utilisés en logique], Muhsin Mahdi (dir. pub.), Beyrouth, Dar Al-

    Machriq, 1968.

    Al-Burhan, [La démonstration], manusc. Maktabat Michkat , Université de Téhéran, n° 240/10.

    Tahsil al-sa’ada [L’atteinte du bonheur], Ja’afar Al Yasin (dir. publ.), Beyrouth, Dar al-Andalus, 1983.

    17

    Al-Ta’liqat [Commentaires], Ja’afar Al Yasin (dir. publ.), Beyrouth, Dar al-Andalus, 1982.

    Talkhis nawamis Aflatun [Résumé des Lois de Platon], ‘Abd al-Rahman Badawi (dir. pub.), dans Kitab Aflatun

    fi l-islam, Beyrouth, Dar al-Andalus, 1982.

    Al-Tanbih ila sabil al-sa’ada [Orientation sur la voie du bonheur], Ja’afar Al Yasin (dir. pub.), Beyrouth, Dar

    al-manahil, 1987.

    Al-Thamra al-murdiyya [Le fruit agréable],. F. Dieterici (dir. pub.), Leyde, Neudruck der Ausgabe, 1890.

    Al-Jadal [La dialectique], manusc. Maktabat Michkat , Université de Téhéran, n° 240/10.

    Al-Jam’bayna ra’yay l-hakimayn [L’harmonie des doctrines des deux Sages], Albert Nasri Nadir,Beyrouth,

    Imprimerie Catholique, 1968.

    Al-Huruf [Les lettres], Muhsin Mahdi (dir. pub.), Beyrouth, Dar al-Machriq, 1970.

    Al-Da’awa al-qalbiya [Demandes sincères], Haidarabad, Inde, The Ottoman Encyclopaedia, 1346 H.

    Zaynun al-kabir [Zénon le Grand], Haidarabad, The Ottoman Encyclopaedia, Inde, 1346 H.

    Al-As’ila al-lami’a [Questions brillantes], Muhsin Mahdi (dir. pub.), dans Kitab al-milla, Beyrouth,Dar al-

    • Machriq, 1968.

    Al-Siyasa al-madaniya [La politique de la cité], Fawzi al-Najjar (dir. pub.), Beyrouth, Imprimerie Catholique,

    1964.

    Fusul Mabadi’ ara’ ahl al-madina al-fadila [Principes des opinions des habitants de la cité vertueuse], Muhsin

    Mahdi (dir. pub.), dans Kitab al-milla, Beyrouth, Imprimerie Catholique, 1968.

    Fusul tachtamil ‘ala jami’i ma yudhtarr ila ma’arifatih man arada al-churu’ bi- sina’t al-mantiq [De ce que

    l’on doit savoir avant d’aborder la logique], manuscrit, Université de Téhéran, n° 240/10.

    Fusul muntaza’a [Quelques aphorismes], Fawzi al-Najjar (dir. pub.), Beyrouth, Dar al-Machriq, 1971.

    Falsafat Aristutalis [La philosophie d’Aristote], Muhsin Mahdi (dir. pub.), Beyrouth, Dar majallat al-chi’r,

    1971.

    Falsafat Aflatun [La philosophie de Platon], ‘Abd al-Rahman Badawi (dir. pub.), dans Kitab Aflatun fi l-islam,

    Beyrouth, Dar al-Andalus, 1982.

    Ma yanbaghi an yuqaddam qabla ta’allum al-falsafa [De ce que l’on doit savoir avant d’apprendre la

    philosophie], F. Dieterici (dir. pub.), Leyde, Neudruck der Ausgabe , 1890.

    Mabadi’ ara’ ahl al-madina al-fadila [Traité des opinions des habitants de la cité vertueuse], Albert Nasri

    Nadir (dir. pub.), Beyrouth, 1959.

    Maqula [Introduction à son ouvrage sur la logique (Al-Mantiq)], manusc. Maktabat Michkat, Université de

    Téhéran, n° 240/10.

    Kitab al-milla [De la religion], Muhsin Mahdi (dir. pub.), Beyrouth, Imprimerie Catholique, 1968.

    Al-musiqa al-kabir [Le grand livre de la musique], Ghattas ‘Abd al-Malik Khachaba et Mahmud Ahmed al-

    Hafni (dir. pub.), Le Caire, Dar al-Kitab al-’Arabi, 1967.

    Al-Farabi, Idées des habitants de la cité vertueuse, traduction de R.P. Jaussen, Y. Karam et J. Chlala, Le

    Caire, Publications de l’Institut Français d’Archéologie Orientale, 1949.

    Liber Alpharabii de Scientiis, translatus a Magistro Gerardo Cremonesi, Madrid, Université de Madrid, 1932,

    publié avec une traduction en espagnol de González Palencia.

    Traduction en latin du Kitab Al-Tanbih ila sabil al-sa’ada, par H. Salman, dans Recherches de théologie

    • ancienne et médiévale, vol. XII, 1940

     

     

    أعلى الصفحة

     
    sounnif@gmail.com
    Previous Tab                     للمشاركة إضغط هنا                      Next Tab
     
      الرئيسية 
      أنشر هنا 
      دنيا الأدب والفن 
      مسرح  
     دنيا الترجمة والإبداع 
     اجتماعيات وعلوم 
    معرض  من نحن 
      اتصل بنا 

     لانا راتب المجالي

    بروكسيل الأدبية ترحب بكل إبداعاتكم

    bruxellesaladabiya@gmail.com

    Partager via Gmail

    تعليقك
  •  
      

    مقدمة لا بد منها

       

    الكندي فيلسوف العرب

      لقد جاء اهتمامنا بتغطية هذا الجانب التراثي من الفكر العربي، بتوجيه من عدد لا يستهان به من الأصدقاء، الذين طالبونا بتحرير مقالات مبسطة عن أعلام الفكر، في تراثنا العربي الإسلامي. ولقد وقع اختيارنا، استجابة لهذا الطلب، على تقديم بعض الشخصيات الفكرية الرائدة، مدعمة بمصادرها الإسلامية. ونحونا منحى التعريف، مقتصرين على الإحاطة الشاملة للشخصية المدروسة، ومتجنبين في الوقت نفسه، الخوض في الأطروحات الفلسفية ومناقشتها. لأن هدفنا الأساسي هو التعريف، وليس مناقشة المسائل النظرية المتعلقة بالشخص المعني. ولقد دعمنا كل هذا بالمصادر، والمراجع، والوثائق التاريخية، لمن يرغب في مزيد من التوسع والتعمق.

    فيلسوف العرب

         أبو يوسف يعقوب ابن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس. وكنيته أبو يوسف، إلا أنه اشتهر ب"يعقوب الكندي"، الإسم الذي لاحقه طوال حياته. ولقد تضاربت الآراء في شأن مولده كما في شأن وفاته. وحسب ما أجمع عليه المحقوقون تقديرا، أنه ولد بالبصرة، سنة ( 180 هج = 796م). وتوفي سنة (260 هج = 873م). وكان أبوه إسحاق بن الصباح واليا على الكوفة في خلافة المهدي (158 – 169 هج)، وخلافة هارون الرشيد من بعده (170 – 193 هج).

         وتوفي الأب وابنه ما يزال طفلا. ونشأ الكندي في رعاية أمه بالكوفة، إلا أن المصادر بقيت صامتة بخصوص هوية هذه الأم. أما عن الطفل، فالمصادر تخبرنا بأنه قد تعلم القرآن وحفظه في صباه، وكذلك الخط والحساب. ثم إنه انتقل إلى بغداد لإتمام دراسته العلمية والفلسفية. وكان يغشى مجالس المترجمين من اليونان، والصابئة والسريانية، خصوصا: يحيى بن البطريق، وابن ناعمة الحمصي. وكانت وجهته منذ هذه اللحظة، نحو العلوم الرياضية والفلسفية، على حساب العلوم الدينية واللغوية، باستثناء علم الكلام، الذي شارك فيه المتكلمين، برسائل عدّة.

         ومما يذكر بشأنه، أنه كان عظيم الشأن والمنزلة عند الخليفة المأمون (198-218هج = 813-833م)، وأخيه المعتصم (218-227هج) من بعده، الذي وكله بتأديب ابنه أحمد. ومما ترويه المصادر الأدبية بهذا الشأن، قصة الكندي مع الشاعر الفيلسوف أبي تمام :" حكى أنه كان حاضرا عند أحمد بن المعتصم وقد دخل أبو تمام، فأنشده قصيدته السينية، فلما بلغ إلى قوله:

             إقدام عمرو في سماحة حاتم

                                 في حلم أحنف في ذكاء إيّاس

    قال الكندي: ما صنعت شيئا.قال: كيف؟ قال: ما زدت على أن شبهت ابن أمير المؤمنين بصعاليك العرب، وأيضا أن شعراء دهرنا قد تجاوزوا بالممدوح من كان قبله، ألا ترى إلى قول الملوك في أبي دلف:

               رجل أبرّ على شجاعة عامر

                                 باسا وغبر في محيا حاتم

    فأطرق أبو تمام وأنشد:

                لا تنكروا ضربي له من دونه

                                 مثلا شرودا في النّدى والباس

                 فالله ضرب الأقل لنوره

                                 مثلا من المشكاة والنبراس

    ولم يكن هذا في القصيدة، فتعجب منه. ثم طلب أن تكون الجائزة ولاية عمل. فاستصغر ذلك فقال الكندي: ولوه فإنه قصير العمر، لأن ذهنه ينحت من قلبه، فكان كما قال."

         ومما تجدر الإشارة إليه، أن الخلفاء كانوا يعنون عناية شديدة بعلوم النقل والمباحث الفلسفية عناية شديدة، ويشجعون عليها، وينفقون من أجلها أموالا طائلة. لذا نجد من بين رسائل الكندي في الفلسفة، رسائل موجهة إلى الخليفة المعتصم، وابنه أحمد، وأخرى إلى الخليفة المأمون.

         لقد نشأ الكندي في وسط اجتماعي تسوده الفتن الدينية، والمناظرات الدائرة حولها. ونذكر بالتحديد، بهذا الخصوص، مسألة خلق القرآن، التي كان الخليفة المأمون قد جعلها مذهبا له، وجند له المعتزلة للدفاع عنها إلى جانبه، في مقابل خصومه من أصحاب الحديث. وللكندي مواقف واضحة وجلية من رجال الدين، الذين كان ينعتهم بأنهم يسيؤون تأويل الفلسفة ل"ضيق فطنتهم عن أساليب الحق، وقلة معرفتهم بما يستحق ذوو الجلالة في الرأي والإجتهاد، في الأنفاع العامة والشاملة، ولدرانة الحسد المتمكن من أنفسهم البهيمة، والحاجب بسدف سجوفه أبصار فكرهم عن نور الحق." ولأنهم أيضا، يتاجرون بالدين، لأنهم يعادون ذوي الفضائل" ذبا عن كراسيهم التي نصبوها من غير استحقاق، بل للترؤس والتجارة بالدين، وهم عدماء الدين. لأن من تجر بشيء باعه، ومن باع شيئا لم يكن له، فمن تجر بالدين لم يكن له دين". ولعل موقف الكندي المتشدد، قد جاء ردا منه على خصومه الذين كانوا يرمونه بالإلحاد، والإنتساب إلى ملة اليونان. وما يهمنا هنا، أن الكندي بسبب هذه المواقف المعادية، كان أول من تكلم من فلاسفة الإسلام، في مسألة التوفيق بين الحكمة والشريعة. ويقول بهذا الخصوص:"

    -1- ويحق أن يتعرى من الدين، من عاند كنه علم الأشياء بحقائقها وسماها كفرا. لأن في علم الأشياء بحقائقها علم الربوبية، وعلم الوحدانية، وعلم الفضيلة.

    -2- موافقة ما جاء به الرسل لحقائق الفلسفة:" جملة كل علم نافع والسبيل إليه، والبعد عن كل ضار والإحتراس منه. واقتناء هذه جميعا، هو الذي أتت به الرسل الصادقة، صلوات الله عليها، إنما أتت بالإقرار بربوبية الله وحده، وبلزوم الفضائل المرتضاة عنه، وترك الرذائل المضادة للفضائل في ذواتها وإيثارها".

    -3- في اكتساب الفلسفة:" يجب أو لا يجب؟ فإن قالوا يجب، وجب عليهم طلبها. وإن قالوا لا يجب، وجب عليهم أن يحصروا علة ذلك، ويعطوا على ذلك برهانا. وإعطاء العلة والبرهان من "قنية" علم الأشياء بحقائقها. فواجب إذن طلب هذه "القنية" بألسنتهم، والتمسك بها اضطرار عليهم".

         أما فيما يتعلق بميداني النقل والترجمة، فإن المصادر تذكر بأن "جورجيوس" كان أول من ابتدأ بهما في الطب نقلا عن المصادر اليونانية، في عهد المنصور، وحنين بن إسحاق، في عهد المأمون، الذي أمره بتشكيل فرقته لنقل كتب حكماء اليونان إلى اللغة العربية، وبذل له ما يكفيه من الأموال والعطايا لبلوغ مأربه. وأول المترجمين والنقلة، كانوا في بداية الأمر، من أهل النصارى وجنديسابور. ويعتبر الكندي من العرب الأوائل الذين اشتغلوا في هذا الحقل، وهو بهذه المناسبة، كان معاصرا للجاحظ الذي ذكر قصة بخله في كتابه البخلاء، أي شاهدا على نهضة عصر التدوين، التي شهدت رواجا منقطع النظير، ابتداء من منتصف القرن الثاني للهجرة. وكانت له مكتبة شهيرة تسمى "الكندية"، تحتوي على كتب منقولة إلى العربية، في الطب، والجغرافيا والفلسفة، بالإضافة إلى فنون الهندسة والهيأة والنجوم. ولقد جاء في طبقات الأطباء:" قال أبو معشر في كتاب المذكرات لشادان، أن حذاق المترجمين في الإسلام أربعة: حنين بن إسحاق، ويعقوب بن إسحاق الكندي، وثابت بن قرة الحراني، وعمر بن الفرخان الطبري". ولقد عده المستشرق "دي بور" في مقالة له بدائرة المعارف الإسلامية، واحدا من ثمانية، هم أئمة العلوم الفلكية.

         أما فيما يخص حقل الفلسفة، فإن اسمه قد جاء مقرونا بها كرائد ومؤسس، باعتباره من الأوائل الذين مهدوا للاحقين، وسائل الإشتغال بها. فالقفطي مثلا، يقول عنه، بأنه ممن اشتهر في الملة الإسلامية بالتبحر في فنون الحكمة اليونانية، والفارسية، والهندية. و"بالتخصص بأحكام النجوم، وأحكام سائر الفنون، وهو فيلسوف العرب وأحد ملوك أبنائها". أما ابن النديم فيرى أن الكندي:" فاضل دهره، وواحد عصره في معرفة العلوم القديمة بأسرها، ويسمى فيلسوف العرب. وكتبه في علوم مختلفة مثل المنطق، والفلسفة، والهندسة، والحساب، والأرتماطيقي، والموسيقى، والنجوم، وغير ذلك. وإنما وصلنا ذكره بالفلاسفة الطبيعيين إيثارا لتقديمه لموضعه في العلم". وبالرغم من هذا فلقد انتقده القفطي نقلا عن صاعد الأندلسي قائلا:" ومنها كتبه في المنطق، وهي كتب قد نفقت عند الناس نفاقا عاما، وقلما ينتفع بها في العلوم، لأنها خالية من صناعة التحليل، التي لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل في كل مطلوب إلا بها". وهنا إشارة واضحة لكتاب البرهان لأرسطو الذي لم يترجم إلا في فترة متأخرة، أي انطلاقا من الفارابي وابن سينا. والكندي كفيلسوف، هو في نظر الدارسين المعاصرين من أمثال: مصطفى عبد الرزاق، وعبد الرحمان بدوي، ومحمد مدكور، يعد من النقلة والشرّاح الواضعين للأسس الفلسفية، خاصة الأرسطية منها، وليس له منهجا، أو مذهبا مستقلا به. ومن وجهة نظر الأستاذ المختص في ميدان الفلسفة العربية الإسلامية، عبد الرحمن بدوي فإن:" الكندي كان متأثرا بأرسطو، دون غيره من الفلاسفة اليونانيين، كل التأثر، إلى حد أننا نستطيع أن نرد جماع آرائه وعروضه المذهبية إلى أصولها المباشرة في مؤلفات أرسطو، أحيانا بحروفها، وأحيانا على سبيل التلخيص أو الشرح، أو التبسيط". وبهذا الخصوص، يرى مصطفى عبد الرزاق، بأنه له الفضل في تقسيم الفلسفة إلى ثلاثة علوم: الربوبية (الفلسفة الأولى أو ما وراء الطبيعة)، العلم الرياضي، والعلم الطبيعي. وبالرغم من كل هذا، فلقد توارى الكندي مبكرا من دائرة الإهتمامات الفلسفية. ويرجع هذا الإحتجاب في نظر الأوائل إلى انصرافه، إلى علوم الطب والفلك، والهندسة، والإشتهار بها في زمانه. ويضيفون قائلين، بأن ظهور "البتاني" في علم الهيأة، وابن الهيثم في الضوء وغيرهما من العلماء، حجبوا شهرته في هذا الميدان، كما حجبها عنه في الفلسفة، كل من الفارابي، وابن سينا. ولقد ارتأينا أن نختم هذه المقالة المبسطة بخاتمة أوردها عبد الرحمن بدوي بشأن الكندي، في الجزء الأول من "موسوعة الحضارة العربية الإسلامية" حيث يقول:" كان الكندي أول فيلسوف عربي وأول فيلسوف مسلم بوجه عام. وكان أول من مزج بين الفكر اليوناني والفكر الديني الإسلامي. وكان واسع الثقافة، بحيث شملت معرفته كل علوم الأوائل، ولا نكاد نجد بين رجال النهضة في أوربا من يساويه في اتساع المعرفة والتحصيل الفلسفي العلمي".

    ومن مؤلفاته:

     

    في الفلسفة

    • الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد.
    • كتاب الحث على تعلم الفلسفة.
    • رسالة في أن لا تنال الفسفة إلا بعلم الرياضيات.

    في المنطق

    • رسالة في المدخل المنطقي باستيفاء القول فيه.
    • رسالة في الاحتراس من حدع السفسطائيين.

    في علم النفس

    • رسالة في علة النوم والرؤيا وما ترمز به النفس.

    في الموسيقى

    • رسالة في المدخل إلى صناعة الموسيقى.
    • رسالة في الإيقاع.

    في الفلك

    • رسالة في علل الأوضاع النجومية.
    • رسالة في علل أحداث الجو.
    • رسالة في ظاهريات الفلك.
    • رسالة في صنعة الاسطرلاب.

    في الحساب

    • رسالة في المدخل إلى الأرثماطيقى: خمس مقالات.
    • رسالة في استعمال الحساب الهندسي: أربع مقالات.
    • رسالة في تأليف الأعداد.
    • رسالة في الكمية المضافة.
    • رسالة في النسب الزمنية.

    في الهندسة

    • رسالة في الكريات.
    • رسالة في أغراض إقليدس.
    • رسالة في تقريب وتر الدائرة.
    • رسالة في كيفية عمل دائرة مساوية لسطح إسطوانة مفروضة.

    في الطب

    في الفيزياء

    • رسالة في اختلاف مناظر المرآة.
    • رسالة في سعار المرآة.
    • رسالة في المد والجزر.

    في الكيمياء

    • رسالة في كيمياء العطر.
    • رسالة في العطر وأنواعه.
    • رسالة في التنبيه على خدع الكيميائيين.

    في التصنيف

    • رسالة في أنواع الجواهر الثمينة وغيرها.
    • رسالة في أنواع السيوف والحديد.
    • رسالة في أنواع الحجارة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المراجع والمصادر

    -        ابن النديم " الفهرست"، نشره فلوجل، ليبتسك، سنة 1872

    -        صاعد الأندلسي "طبقات الأمم" طبعة شيخو، بيروت، سنة 1912

    -        القفطي "أخبار العلماء بأخبار الحكماء" نشرة ليبرت، سنة 1903

    -        ابن أبي أصيبعة "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" القاهرة، سنة 1882

    -        ابن جلجل "طبقات الأطباء والحكماء" القاهرة، سنة 1955

    -        البيهقي "تتمة صوان الحكمة" دمشق، سنة 1946

    -        أبوسليمان المنطقي السجستاني "صوان الحكمة" تحقيق عبد الرحمن بدوي، طهران، سنة 1974

    -    عبد الرحمن بدوي "دور العرب في تكوين الفكر الأوربي"، القاهرة، سنة 1967

    -  "كتاب الكندي إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى" تحقيق، أحمد فؤاد الأهواني، دار غحياء الكتب العربية، القاهرة، 1948

    -   سيديو "تاريخ العرب العام" ترجمة عادل زعيتر، مطبعة عيسى الحلبي، 1948

    -   مصطفى عبد الرزاق "فيلسوف العرب والمعلم الثاني" عيسى حلبي، 1945

    -   الجاحظ "البخلاء"، طبعة ليدن، 1889

    -   موسوعة الحضارة العربية الإسلامية، مج الأول، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1987

     
      10-11-2011 بروكسيل - بلجيكا

    بقلم فؤاد السني اليزيد 

    Partager via Gmail

    1 تعليق


    تتبع مقالات هذا القسم
    تتبع تعليقات هذا القسم