• ترنيمة لوجهك الطاهر

     

                                                              تَرْنيمَةٌ لِوَجْهِكِ الطّاهِرْ

     

     

                                                                         

     

     

     

    تَرْنيمَةٌ لِوَجْهِكِ الطّاهِرْ

     

                -1-

     

    وكُنْتِ في ظَلامِ السِّرْدابْ،

    مُكَوَّمَةً في الرُّكْنَةِ كَقِطَّةٍ سَجينَة،

    وكُنْتِ تُهِرّينَ امْتِدادًا لِتَرانيمِكِ الحَزينَة،

    وكُنْتِ مُسْتَلَبَةً إلاّ مِنْ شَبَحِ روحِكْ،

    وهَذا الوَجْهُ الآخَرُ الذي تَلْبَسينَهُ رَهينَة،

    لا لَمْ يَكُنْ مِرْآةً لِوَجْهِكِ الطّاهِرِ الذي تَشْتَهينَه !

     

                   -2-

     

    وكُنْتِ كَشَجَرَةٍ تورِقُ ولا تُثْمِرْ،

    ونَسَغُ الميلادِ ساكِنَةٌ فيهِ شُجونَكْ،

    وكُنْتِ مِنْ وَراءَ زُجاجِ نافِذَةٍ تَسْكُبينَ دُموعَكْ،

    وكُنْتِ تَتَرّقبينَ قُدومَ زَمَنَ سَماءٍ تُزْهِرْ، 

    وكُنْتِ تَنْتَظِرينَ وَأَنْتِ طِوالَ اللّيالي تَتَرَقّبينْ،

     كَغازِلَةٍ ثَكْلى، عَوْدَةَ غَريبٍ مِنْ أَرْضٍ مُسْتَحيلَة.

     

                   -3-

     

    وكُنْتِ مُتَعَدِّدَةَ وُجوهِ الكَآبَة،

    وكُنْتِ مُتَمَيِّزَةَ الأَلْقابِ .. أَسيرَة،

    وكُنْتِ قَدْ ابْتُليتِ بِلُغَةِ الإِشارَة،

    لِأَنّ صَوْتُكِ المَلائِكِيّ قد حَبَسَتْهُ المَرارَة،

    ولأَنَّ حَظُّكِ العاثِرْ لا يَتَصَوَّرُكِ خارِجَ المَقْصورَة،

    فَكَيْفَ يَتَخَيّلُكِ مَلاكًا لَهُ صَوْتٌ وَوَجْهٌ وصورَة؟!

     

                     -4-

     

    وكٌنْتِ مِنَ القَبْوِ إلى السِّرْدابْ،

    ومِنَ السِّتارَة إلى السِّتارَة،

    ومِنَ المَرارَة إلى الشّرارَة،

    مِنَ الغُرْفَةِ لِلْغُرْفَة،

    تُجَرْجِرينَ خُطْوَة،

    وتَسْحَبينَ أُخْرى.

     

                  -5-

     

    ويَوْمَ حَصَلَ اللِّقاءُ ذاتَ مَساءْ،

    وجِئْتِ تَرْفُلينَ في فِتْنَةِ الرّداءْ، 

    كَمَنْ يَخُطُّ في الرَّمْلِ نِداءْ،

    جِئْتِ بِالثُّرَيّا في جُفونِكْ،  

    وبِالنّورِ  على وَجْهِكِ ضِياءْ،

    فَحَصَلَ اللِّقاءُ في عُيونِكْ

     

                  -6-

     

    حَصَلَ اللِّقاءُ وتَقَدَّمَ بِتَقَدُّمِ المَساءْ،

    وسَقَطَ الخَريفُ البالي مِنْ على إِنْسانِكْ،

    فأَشْرَقْتِ كَشَمْسٍ عَرَبِيّةٍ غَرْبًا طَلَعَتْ تَجوبْ،

    وأَنْشَدْتِ مِنْ آياتِ الشِّعْرِ ما حَرّرَ لِسانِكْ،

    وأَحْدَثْتِ لَدى الحُضورِ فِتْنَةً بِكِ طَروبْ،

    ووَجَدْتُني أَدورُ كَحُلُمِ يوسُفَ نُجومًا عَلَيْكِ.

     

                  -7-

     

    وَقَعَ العِشْقُ العٌذْرِيُّ قَدَرًا أَبَدِيًّا عَلَيْنا،

    فَأَدْرَكْتُ ما لِلْحُبِّ مِنْ وَقْعٍ على القُلوبْ،

    وأَسْلَمْتُ لَكِ قَدَري يَسارًا تُديرينَهُ أَوْ يَمينًا،  

    أَنْتِ مَنْ قُلْتِ " أَهْدَيْتُكَ كُلّي.. ! فَهَلْ لَكَ أَنْ تَصونَه؟ "

    كَيْفَ تَتَساءلينَ أَنْتِ مَنْ تَوّجْتُها روحي كَمَلاكٍ خَلوبْ؟ 

    كَيْفَ وقَدْ أَصْبَحْتِ عَروسَ مَمْلَكَةٍ أَنا فيها خادِمُكِ الأَمينا !

                                 انتهت

                           بقلم فؤاد اليزيد السني

     

    21-07-2013        -  دندوليو - بلجيكا

     

     

    « المواطنة العربية وابعادها الحقوقية في خضم الربيع العربيقلبك مصباحي »
    Partager via Gmail

  • تعليقات

    1
    مريم
    الأحد 28 يوليوز 2013 في 10:51

    المبدع ابا اليزيد ان ترى وتسمع ما لا يراه او يسمعه الاخرين وتتفهم وتعذر وتتقمص الشخص الاخر هو شيئ في غاية التواصل الروحاني والانساني

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق