• فمن دمنا إلى دمنا مذاق الخبز

    بروكسيل الأدبية جريدة إلكترونية شاملة مستقلة
    Website counter 

     

    فمن دمنا إلى دمنا مذاق الخبز

     

     

    لانا راتب المجالي
    إبداعات الشاعرة

     

     

     

     

     

     

     
      الرئيسية 
      أنشر هنا 
      دنيا الأدب والفن 
      مسرح  
     دنيا الترجمة والإبداع 
     اجتماعيات وعلوم 
    معرض  من نحن 
      اتصل بنا 

     

    فمن  دَمِنا إلى دَمِنا مَذاقُ الخُبْز


    فمن دمنا إلى دمنا مذاق الخبز


    ق.ق.ج

    (1)

    ( هَيتَ لَك )

    نائماً جائعاً.. تَجتاحُني الرائحةُ الطازجة وتَهْمِسُ في أُذني أنْ ( هيتَ لَك ..) أفرُكُ عَينيَّ غير مُصدِّق أنّهُ عَلى مَرْمَى حلم، أمدُّ يَدي نَحوَهُ، قَريباً يَبتَعِد، تبزغُ أجنحة مِنْ جانبيه، فأقفزُ فَوقَ السَريرِ مُشرئب العنق مبتهل الذراعين محدِّقاً في السَقفِ لكنّهُ يَحفُر فيه ثقباً في حَجْمِ رَغيفِ خُبزٍ-أو أكبَر- ويُحلِّق نَحوَ الأعلى!!.

    (2)

    (موارِد )
    حَمَلَ خالد (الهراوة )وَتوارى خَلفَ الباب، دَخَلَ أحمَد قادماً مِن (الحَارةِ) يَحمِلُ دُميةً مُمزقة عَثَر عليها في حَاويةِ القمامة ، عَاجَلَهُ خالد بضربةٍ شجَّ فيها رَأسَهُ، سَقَطَت الدُمية .. هَرَعَت أمّ خالد لطبعٍ قُبلَتها فَوْقَ جَبينهِ بفخرٍ ثمَّ زغرَدَت، رَقَصَت حَنان بَعْدَ أن حَصَلت عَلى الدُميّة واسترسلت في غناءٍ دَغدَغَ حَماسي أثناء حلبِ جُرحِ صَغيرنا أحمد - إذْ يَنْزِفُ دِماءً طازجة - وَتَخزينه في عُبواتٍ بلاستيكيةٍ صَغيرةٍ صَغيرة. !

    (3)

    ( وَثلاثة مَواعيد)
    قابلتُهُ مرتين .. في المَرّةِ الأولى: أعْطَاني سيجارة، وفي الثَانيةِ أعطيتُهُ سيجارة، ولم نلتق ِ في الثالثة.
    قَالَت وهي تُنظِّفُ جِراحي مِن الدماء وَتَطمرها بالتُراب: إذَن،فَمَنْ قابلت؟ قُلت: يَرتدون بذلاتٍ سوداء رسميّة، سَرقوا عُلبةَ سجائري ثم بَصقوا في وَجهي كَما تَرين!.

    (4)
    (والفقر واحد )

    كان يوماً دمويّاً بامتياز، تجمهَرَ الخوف، ازدحَمت الرؤوس، قَذفوني بالحِجارةِ والأحذية، اختلفت التُّهم والفقر واحد، لَمْ أستطِعْ تَحديد مَكاني عَلَى وَجهِ الدِّقة ( عميل، طابور خامس، لص، مشبوه....)، سَألتني طِفلةٌ تَتسلى بقضمِ الأحذية: ماذا فَعلت؟، أجبتُها: تثاءَبتُ ذاتَ ليلةٍ فاستهلكتُ رَصيدي مِن الهَواء.

    (5)

    (جملةً وتَفصيلا )
    في مُنتصفِ الليل تماماً ودونما سابقِ إنذار، انتشروا كالجراد، انتزعونا من داخلِ بيوتنا العتيقة، ثم اقتادونا داخل سياراتِ شحنٍ كُتب على مؤخراتِها : ( مُواطِنون للبيع جُملة ً وَتفصيلا(!!.

    (6)

    ( قد بلّغت فاشهَدْ )
    عندما خَرَج قَلمهُ عَنْ خارطةِ الطريق، سَلبهُ إياه ثمَّ هوى عليه يوسِعهُ ضَرباً بالمِطرقة، فانغرزَ رأسهُ في خاصرةِ الوَطَن وارتَوت جذوره بالدَّم .. نَبتت سَنابِّلُ القَمح ثمَّ تَطاولت في الجهاد.

    بقلم لانا راتب المجالي – 18-05-2012 – عمان - ألأردن

     

    أعلى الصفحة

     
    sounnif@gmail.com
    Previous Tab                     للمشاركة إضغط هنا                      Next Tab
     
      الرئيسية 
      أنشر هنا 
      دنيا الأدب والفن 
      مسرح  
     دنيا الترجمة والإبداع 
     اجتماعيات وعلوم 
    معرض  من نحن 
      اتصل بنا 

     لانا راتب المجالي

    بروكسيل الأدبية ترحب بكل إبداعاتكم

    bruxellesaladabiya@gmail.com

    « العقول الضايعةغيبي مثلما شئت ! »
    Partager via Gmail

  • تعليقات

    لا يوجد تعليقات

    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق